الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة خاص: الصحفيّة سوسن الشاهد تدقّ ناقوس الخطر بشأن الوضع داخل مؤسسة التلفزة، وتكشف ما يلي حول سياسة الهرسلة المنتهجة في حقّ زملائها

نشر في  21 ديسمبر 2017  (20:19)

يسود الوضع الرّاهن داخل مبنى مؤسسة التلفزة التونسية حالةً من التبرّم والإستنكار، في صفوف أبناء التلفزة، نتيجة ما وصفوه بـسياسة التضييق وخنق الحريّات المنتهجة بحسْب تقديرهم من طرف القائمين على إدارة دواليب المرفق العمومي.

ولهذه الأسباب، تجمّعت ثلّة من منتسبي مؤسسة التلفزة الوطنية يوم الثلاثاء المنقضي أمام مقرّ عملهم في وقفة إحتجاجيّة غاضبة، رُفعت أثناءَها جملة من المطالب والشعارات المنادية بضرورة الإسراع في صياغة إستراتيجية واضحة المعالم تنبني على أسس الإصلاح الهيكلي وتدفع بإتجاه تكريس مكتسبات ما تحقّق من حريات منذ عهد الثورة سنة 2011.

موقع الجمهورية كان لهُ ٱتصالٌ بمقدّمة نشرة الأخبار على القناتين الوطنيتين الأولى والثانية وعضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيّين التونسيّين سوسن الشاهد، حيثُ دقّت في مستهلّ حديثها إلينا ناقوس الخطر بشأن ما أضحى عليه الوضع صلب مؤسسة التلفزة التونسية، قائلةً إنّ الحراك الإحتجاجي الذي تمّ تنفيذهُ بالتوازي مع حمل الشارة الحمراء سبقتهُ جلسات تفاوضٍ متواترة إنعقدت مع الرؤساء المديرين العامّين على إختلافهم، إلّا أنّها لم تفضِ إلى حلول واقعية ولم تخلُص سوى إلى مزيد من تلقي المماطلة والوعود الزائفة، وَفق تعبير الشاهد.

وأكّدت محدّثتنا أنّ التلفزة التونسية تعيش على وقع أصعب فتراتها وأزماتها رغم التنعّم بإنجازات الثورة من ديمقراطيّة وتعددية سيّما على مستوى المشهد الإعلامي، مشيرةً إلى أنّ نقابة الصحفيين لطالما تلقّت عديد المراسلات المتضمّنة لشكاوى مصدرها صحفيّو مؤسسة التلفزة العمومية يوجّهون فيها تظلّماتهم ويعبّرون من خلالها عن إمتعاظ شديد إزاء ما طالهم من هرسلة وتضييقات ممنهجة وتعليمات فوقيّة ألقت بظلالها على تقديم إنتاجات ومضامين ذات جودة وخلقت مناخاً من الجزع بلغ مداه.

وكشفت سوسن الشاهد أنّ العاملين بقسم الأخبار باتوا يباشرون وظائفهم تحت طائلة العنجهيّة والتفرّد بالرأي والتدخل في الخط المنهجي الذي تتبعهُ مؤسسة في قيمة وتاريخية التلفزة الوطنية التونسية الغراء، مضيفةً أنّ هذه الممارسات خلنا أنها مرّت وأكل عليها الدهر وشرب، لكنها اليوم تطغى على التوجه العام للمؤسسة وتؤشر إلى العودة نحو منظومة الكلمة الواحدة، بحسب محدثتنا.

كما طالبت عضو نقابة الصحفيين رئاسة الحكومة و"الهايكا" بالتدخل من أجل معالجة الوضع والمضي قدما صوب إرساء مقاربة تقطع مع الأساليب البالية وتؤسس إلى مرفق عمومي يؤدي وظائفه تجاه الجمهور طبقا لمقاييس ومقتضيات المهنة الصحفية، مشدّدة على أنّه لا مجال لسياسة التعيينات الوقتية وأنّ الإضطلاع بمهمّة رئاسة المؤسسة لا يمكن أن يتمّ إلا على قاعدة إيداع الترشحات المرفوقة بمشاريع إصلاحية تمسّ العمق والمضمون، ضماناً لمبدأ المساواة بين الجميع.

هذا وثمّنت مخاطبتنا سوسن الشاهد أهمية الدور النضالي الذي ما ٱنفك يقدمه زملاؤها بالمؤسسة، معتبرة أنّ التلفزة تضمّ كوكبة من خيرة الإعلاميّين من ذوي الكفاءَة والأهليّة ولا شكّ أنّ لهم المقدرة على التعويل على أنفسهم في إنتاج صحافة ذات مضامين نوعيّة، لو سنحت لهم الفرصة وأطلق لهم عنان العمل دون قيود.

ولفتت مقدمة نشرة الأخبار إلى أنّ منخرطي النقابة بمؤسسة التلفزة الوطنية عازمون على تغيير الوضع نحو الإنفراج الكلي، مؤكدة أنّ خيار التصعيد لا يزال قائما أمام ما لاقته مطالبهم من عدم إكتراث ولا مبالاة، على حدّ قولها.

ماهر العوني